ومعلومٌ أن درء
المفاسد مقدّم على جَلْب المصالح، وهذا فيه درءُ مفسدةٍ في أن لا يغريه الشيطان،
فيجعله يغضب ويحقد على من سبّوه، فيقع في الجريمة مرة ثانية مناهضةً لهم، فقد
يَحملُه الدعاء عليه على التمادي أو يُقنِّطه من قبول التوبة، فكأنهم قد أعانوا
على حصول مقصود الشيطان، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن المسلم، فدلّ
على أن المسلم لا يُسبّ حتى ولو كان فاعلاً لكبيرة من كبائر الذنوب، ولكن يُستر
عليه، ويُحترم ولا يُوبّخ ولا يُتكلم في عِرضِه، بل يُندَب الدُّعاء له بالتوبة
والمغفرة.
*****
الصفحة 4 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد