يعلم أنه باطل، وأما
إن كان مجتهدًا ولا يدري أنه باطل، فهو غير مؤاخذ، لكن إذا علم فإنَّه «لم يزلْ
في سخط الله» أي: لم يزل الله ساخطًا عليه.
وهذا فيه وصف لله
بأنه يسخط ويغضب، لكن ليس كسخط المخلوقين، وإنما هو سخط وغضب يليق بجلاله، فهو من
صفات الله تعالى.
وقوله: «حتى يَنزِعَ
عنه» أي: يترك وينتهي عن مخاصمته، وذلك بأن يتوب منه ويُستحلَّ من المَقُول
فيه.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ قالَ في مُؤْمِنٍ ما ليس فيه المسلم له حرمة، كما قال رسول الله: إنَّ
دِماءَكُمْ وأموالَكُمْ وأعرَاضَكُم حَرامٌ عليكُم كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا في
شَهرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُم هذا»([1]).
فمن تكلّم في عرض أخيه، وسبّه وشتمه، أو اغتابه، أو خوَّنه، أو قال له: يا فاسق، أو يا فاجر، أوْ: يا عدو الله، أو قذفه بفاحشة، فإن الله يَحْبِسُه في رَدْغَة الخَبال، أي: في النار، والعياذ بالله، وقد سبق بيان المراد برَدْغةِ الخبال([2])، وفي هذا عقوبة شديدة، حتى ينزع عن ذلك، يعني: أن يستسمح من المظلوم الذي تكلّم فيه. ومن ذلك أيضًا الوشاية بالمؤمنين عند الحكام وذوي الشأن، بغير حق، فهذا مما يستوجب الوعيد الشديد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد