تكفيهم، ولذلك تراهم
لا يطلبون العلم ولا يذاكرونه، ولا يدرِّسون الناس، ويرون أنهم أعلم الناس، لا
سيّما إن حصلوا على «الماجستير» و «الدكتوراة»، وهذا غلط ووهم،
فالعالم الحقيقي أو المتعلِّم إنما يشعر بالنقص والجهل مهما حصَّل من العلوم،
ولهذا فهو لا يتوقف عن طلب العلم عند حدٍّ معين، فالعلم بحر لا ساحل له، فكيف إذا
افتخر فقال: لا أحدَ أعلم مني! ولا أفقه مني! فماذا حصَّل من العلم حتى يقول هذا
الكلام؟ ومن فعل هذا فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب بدليل أنه جاء في آخر
الحديث: «أولئك وقود النار»، والتوعد بالنار من ضوابط الكبيرة، ولهذا فإنَّ
الذي يبلغ هذه المرتبة من الافتخار يجب أن يعلم بأنَّ الله عز وجل قد توعَّده
بالنَّار، لأنه تكبر وأُعجب بنفسه والله لا يحب المتكبرين، وقد جعل النار مثوىً
لهم.
*****
الصفحة 4 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد