فقد سمّى الله:
السخرية واللَّمز والتنابز بالألقاب فسوقًا أي معصية، ﴿وَمَن لَّمۡ يَتُبۡ﴾؛ أي: عن ذلك كله ويترك هذه الخصال الذميمة ﴿فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
ٱلظَّٰلِمُونَ﴾، والظلم يكون بين العبد وربه وهو الشرك والكفر ويكون
بين الناس أيضًا بجحد حقوق الناس وظلمهم فلا بُدَّ لهؤلاء من توبة، يعني: الذين
لَمَزوا وتنقَّصوا غيرهم من المؤمنين.
وقوله: «عن أبي
مسعود قال: لمّا نزلت آيةُ الصَّدَقةِ كُنّا نُحامِلُ». أبومسعود هو:
البدري، والمراد أنه لما أنزل الله الآية التي أمر الله فيها بالصدقة على
المحتاجين، وكان الصحابة فقراء يشتغلون بالأجرة ولذلك قال: «كنّا نُحامل» أي:
يحملون الأمتعة والأشياء المنقولة على ظهورهم ورؤوسهم مقابل الأجرة، ثم يتصدقون من
كَسْبِهم امتثالاً لأمر الله سبحانه، لأنَّ الصحابة رضي الله عنهم أكثر الناس
استجابة لكلام الله.
وكان في المدينة منافقون يُظهرون الإسلام، ويسخرون من المؤمنين ويلمزونهم وهذه هي طريقتهم وهي علامة من علامات النفاق في كل زمان ومكان، وكما هو حاصل اليوم من اللمز لأهل العلم ولهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأئمة المساجد ولِعباد الله الملتزمين بدينهم، وهذا ديدنهم، فإنَّ المنافقين موجودون في كل زمان ومكان ابتلاءً من الله لعباده المؤمنين، والمنافقون هذا شأنهم لأن قلوبهم مريضة تحقد على المؤمنين، فلا يُستغرب ممّا يحدث من هؤلاء الذين يسخرون بالمؤمنين اليوم لأنَّ لهم سلفًا في فعلهم، ولما جاء بعض
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد