وللترمذي وصححه ([1]) عن عائشة رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: «حَسْبُكَ مِن
صَفِيَّةَ كذا وكَذا -قال بعضُ الرواةِ: تعني أنها قصيرة- قال: «لَقَد قُلتِ
كَلِمةً لو مُزِجَتْ بماءِ البحرِ لَمزَجَتْهُ». قالَت: وحَكيتُ له إنسانًا فقال:
«ما أُحِبَّ أن تحكي لي إنسانًا وإنَّ لي كذا وكذا».
****
أما حديث عائشة وفيه أنها قالت
عن صفية: حسبك من صفية أنها كذا وكذا، يعني: أنها قصيرة فإن صفيَّة هي أم المؤمنين
زوج النبي صلى الله عليه وسلم عُرفت بصلاحها وتقواها، وهي صفية بنت حُيَيّ ابن
أخطب، ومعلوم ما يكون بين النساء الضرائر، فعائشة رضي الله عنها كانت غارت منها
وقالت: حسبك من صفية كذا وكذا، تقصد أنها قصيرة، فقال لها النبي صلى الله عليه
وسلم: «لقد قلتِ كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته» ولم يشفع لها أنها أم
المؤمنين، فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليها هذه الكلمة، وهذا فيه أنه
يجب على المؤمن إنكار المنكر.
*****
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4875). والترمذي رقم (2502).
الصفحة 11 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد