القبر إلاَّ أهل الضلال، أمَّا أهل السُنَّة
والجماعة فيؤمنون به ويعتقدونه، وهو من أصول العقيدة، فقد قال: «إنهما ليعذبان»،
ثم بَيَّن سبب تعذيبهما، فقال: «وما يعذبان في كبير»، أي: هو سهْل عليهما
تركه ومع ذلك لم يتركاه، وأما قوله: «إنه كبير»، أي: إنه من كبائر الذنوب.
وقوله: «لا يستبرئ»
وفي رواية: «لا يستنزه» والمقصود لا يستنجيء ولا ينقي ذكره بالاستجمار،
فالواجب على المسلم أن ينتظر حتى ينقطع البول، ثم يستجمر بالأحجار أو يستنجي
بالماء، فالذي لا يتحرز من بوله يُعذَّب في قبره، وذلك كبيرة من كبائر الذنوب.
وقوله: «وأمّا الآخر
فكان يمشي بالنميمة» هذا محل الشاهد من الحديث وهي الوشاية ونقل الحديث على وجه
الإفساد، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١٠ هَمَّازٖ مَّشَّآءِۢ
بِنَمِيمٖ﴾ [القَلَم: 10-11]، وفي الأثر: النمام
يُفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة، فالنمّام أشد خطرًا من الساحر من ناحية
الإفساد بين الناس.
ولا بُدَّ من الإشارة هنا إلى أنَّ بعضًا ممن ينتسبون إلى العلم يستخدمون الغيبة والنميمة من أجل التفريق بين العلماء وطلبة العلم، ونحن ندعوهما أن يكفوا عن ذلك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد