الصنف، فإنَّ
المصلحة في كفِّ شرهم تحصل للجميع وليست لولي الأمر فحسب، قد لا يكون هؤلاء
الدعاة عندهم المقدرة على الخروج، لكنهم يستخدمون التحريش والتكلم في المجالس
والاجتماعات فيترتب على ذلك الفساد.
فلقد كان الحجاج
واليًا وكان ظلمه قاسيًا، ومع هذا صَبَر المسلمون والعلماء على ظلمه، وكان فيهم
خيار التابعين، وهذا الإمام أحمد مع كل ما أصابه من الولاة كان صابرًا محتسبًا،
وقد عفا عمَّن عذَّبه وظلمه، ولقد كان المسلمون والعلماء مع ولاة الأمر مع ما كان
يحدث منهم من أخطاء، فكانوا يناصرونهم ويقاتلون معهم، ولا سيّما الإمام أحمد، فقد
كان بإمكانه بإشارة منه أن يحرّض الناس على الخليفة، ولكنه صبر ولم يخرج على
الإمام، فهذا منهج عظيم عند المسلمين، وهو أن لا يخرج على وليّ الأمر بسبب الظلم
والفسق، والسبب ما يترتب على ذلك من الفتن وإراقة الدماء وفساد ذات البين، فتكون
المفسدة في الخروج عليه أكثر منها في بقائه، فالواجب الحذر من دعاة الفتنة
المندسين بين الناس.
*****
الصفحة 5 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد