ولأبي داود ([1]) عن سعد رضي الله عنه قلت: يا رَسولَ الله،
أَرَأَيْتَ إن دَخَلَ عَلَيَّ بَيتي، وبَسَطَ يَدَهُ لِيَقْتُلَني، فقال: «كُنْ
كخَيْرِ ابنَي آدمَ» وتَلا هذه الآية: ﴿لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ الآية [المَائدة: 28].
****
قول سعد: «يا رَسولَ
الله، أَرَأَيْتَ إن دَخَلَ بَيتي وبسَطَ يده لِيَقتُلَني؟» معناه كَفِّ يد المسلم
عن قَتل أخيه، فإذا جاء مسلم ودخل عليك بيتك فخيرٌ لك أن تكفّ يدك عن قتله، ولكن
إن قتلته دفعًا للصائل فهذا قد أذن فيه الشارع، لكن إن كففت يدك عنه، وأدى ذلك إلى
قتلك، فهو خير لك، وهذا في الفتن العامة بين المسلمين، أما في غير الفتن العامة
فالمسلم يدافع عن نفسه وماله وحرمته.
فالحاصل أنَّ على
المسلمين أن يحاصروا الفتن ويضيقوا نطاقها ما استطاعوا، لأنهم إن تركوها خمدت
ونامت، وأتت على الأخضر واليابس، ولذلك لما دخل المجرمون على عثمان رضي الله عنه كفَّ
يده ويد غيره، أراد بذلك أن يُقلل من الفتنة.
*****
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4257).
الصفحة 16 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد