وإن كان له غنم لحق بها، وإن كان له أرض اشتغل
بها، وأمره صلى الله عليه وسلم هذا لأجل أن ينجو المسلم بنفسه، ويبتعد عن الدخول والمشاركة
في الفتن، ثم إنَّ الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبيّ عن حال الذي ليس عنده أرض
أو إبل؟ قال: «يَعْمد إلى سيفه فيَدُقُّ على حدِّه بحجرٍ ثم لِيَنج إن استطاع
النَّجاة»، ولذلك لما حصلت وقعة الحرّة جمع ابن عمر أهله ومواليه ومنعهم من
المشاركة فيها، وكذلك فعل سعد ابن أبي وقاص، فقد اعتزل الفتن وجلس في قصره
بالعقيق.
فلما سأله الصحابي
أنه في حال إنْ ذُهب به قهرًا ثم أُصيب بطعنة أو رمية، قال: «يَبُوءُ بإثمِهِ
وإثمِكَ، ويكون من أصحاب النار» كما
قال تعالى في ابني آدم: ﴿لَئِنۢ
بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢٨ إِنِّيٓ
أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ
وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾[المَائدة: 28-29]. فإذا كانت الفتنة عامة
فإنَّ الإنسان يكف يده عن المشاركة فيها ولا يدافع عن نفسه.
ومن فوائد هذا الحديث: بيان عِظَم حرمة دم المسلم، وفيه التحذير من الفتنة والحث على اجتناب الدخول فيها، وأن شرَّها يكون بحسب التعلُّق بها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد