عن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: يا أهلَ العِراقِ ما
أَسأَلَكُم عَنِ الصَّغِيرةِ وأَركَبَكُم للكبيرة؟! سَمِعْتُ أَبي يقول: سَمِعْتُ
رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ الفِتنَةَ تَجيءُ مِن ها هُنا
-وأَوْمَأَ بِيَدِه نَحوَ المَشْرِقِ- من حَيثُ يَطلُعُ قَرنُ الشَّيطَانِ، وأنتُم
يَضْرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعضٍ، وإنَّما قَتَلَ موسى الذي قَتلَ مِـن آلِ فِرعونَ
خَطأً، فَقال الله تعالى: ﴿وَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا فَنَجَّيۡنَٰكَ مِنَ ٱلۡغَمِّ﴾ [طه: 40] ». رواه مسلم ([1]). ****
الجَنَّةِ، وإنَّ
رائِحَتَها توجَد مِن مَسِيرَةِ أربَعين عامًا» رواه البخاري([2]).
فالذين يقتلون
المعاهدين والمستأمنين بالتفجيرات والقصف بالأسلحة بحجة أنهم كفار ويعتبرون هذا من
الجهاد في سبيل الله هؤلاء قتلوا الأنفس التي حرَّم الله بغير حق وفعلهم هذا من
الخيانة ونقض العهود وليست من الجهاد في سبيل الله، ويحق عليهم الوعيد الذي جاء في
الحديث: «من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة».
سالم بن عبد الله بن
عمر، رضي الله عنهم جميعًا، الذي سأله أهل العراق عن دم البعوض: أهو نجس؟ فقال: يا
أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة، تقتلون الحسين وتسألون عن
دم البعوض، سمعت أبي ‑ يعني عبد الله بن عمر رضي الله عنهما‑ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «الفتنة من هاهنا» يعني: تخرج
من العراق، لأنَّ مشرق المدينة هو العراق.
وقوله: «من حيث يطلع قرن الشيطان » أي من مشرق المدينة وهو العراق، فأنكر عليهم ابن عمر سؤالهم عن دم البعوضة وتشددهم
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2905).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد