عن ابن عمرو ([1]) رضي الله عنهما: أَقبَلَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: « أُبايِعُكَ
عَلَى الهِجرَةِ والجِهادِ، أبْتَغي الأَجرَ مِنَ الله، فقال: «هَلْ مِن والدَِيكَ
أحَدٌ حَيٌّ؟» قال: نَعَم، بَل كِلاهُما، قال: «فتَبْتَغي الأجرَ مِنَ الله
تعالى؟» قال: نعم فقال: «فارجِعْ إلى والِـدَيكَ فأَحسِن صُحْبَتَهُما». أخرجاه
واللفظ لمسلم ([2]).
****
الذي فيه من الخطورة
التي قد تُفضي إلى الموت، ثم الرضاعة ومعاناتها في ذلك، قال تعالى: ﴿وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ
أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ لِمَنۡ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَۚ﴾[البَقَرَة: 233] فالأم تقاسي في
الحمل والوضع والرضاعة والقيام بتربية الطفل بدنيًا ومعنويًا فلذلك صار حقُها على
الولد عظيمًا كما سيأتي.
قول الرجل: «أُبايِعُكَ
على الهِجْرَةِ والجِهاد»، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: «هَلْ مِنْ
وَالِدَيْكَ أَحدٌ حَيٌّ؟» قال: نعم قال: «ففيهما فجاهد»، فأرجعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى والديه ولم
يكتبه في الجهاد.
فدلَّ ذلك على أنَّ حقَّ الوالدين أعظمُ من الجهاد الذي هو من أفضل الأعمال، وهذا دليل على أن الولد لا يخرج إلى الجهاد إلاَّ بإذن الوالدين، وفي هذا ردٌّ على الذين يخرجون اليوم إلى ما يسمونه جهادًا وهو تخريب وقتل للأنفس المحرَّمة بغير حق، وهؤلاء قد ارتكبوا معصيتين: الأولى: معصية الوالدين، والثانية: معصية الخروج على الإمام وعدم طاعته.
([1]) جاء في الأصل: ابن عمر، والصواب ما أثبت من مصادر التخريج.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد