وعن معاوية بن جاهمة رضي الله عنه: أنَّ جاهِمَة جاءَ إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله، أرَدْتُ أن أغْزُوَ وَقَد جِئْتُ استَشيرُكَ،
فقال: «هَل لَكَ مِن أمٍّ؟» قلت: نَعَم، فقال: «فالْزَمْها فإنَّ الجَنَّةَ تحتَ
رِجْلَيْها» رواه أحمد والنسائي ([1]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله، مَن أحَقُّ
الناسِ بحُسنِ صُحبَتي؟ قال: «أُمُّك» قال: ثُمَّ مَن؟ قال: «أُمُّك» قال: ثُمَّ
مَن؟ قال: «أُمُّك»، قال: ثُمَّ مَنْ قال: «أبوك» أخرجاه ([2]).
****
قوله في حديث معاوية
بن جاهمة رضي الله عنه: أنه جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله:
«أردت أن أغزو وجئت استشيرك» هذا مثل الحديث الذي قبله، جاء هذا الرجل إلى
النبيِّ صلى الله عليه وسلم يستشيره في الجهاد، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم «فهل
لك من أُمّ؟» قال: نعم، قال: «فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها»، أي: إن
الجنة والثواب يكونان في خدمة الوالدين وبرهما، والجنة قريبة منهما لمن وفقه الله،
وفيه أنَّ الوالدين أفضل من الجهاد الذي هو فرض كفاية.
قول الرجل في حديث أبي هريرة: «مَن أحقُّ الناسِ بِحُسْنِ صحبتي؟» يؤكد حق الوالدين، ويُرجِّح حق الوالدة لأنه لَمَّا سأل عن أحق الناس بحسن صحبته؟ يعني: بحسن ملازمتي ومصادقتي، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أُمك»، ثلاثًا، ثم في الرابعة قال: «أبوك»، فهذا دليل
([1]) أخرجه: النسائي رقم (3104)، وأحمد رقم (15538).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد