وللبخاري ([1]) عن ابن عمرو ([2])، رضي الله عنهما مرفوعًا: «الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل
النفس، واليمين الغموس».
****
على أنَّ حق الأم أعظم من حق الأب، وذلك من أجل
ما قاسته الأم من آلام الحمل والوضع والإرضاع، ثم تشترك مع الأب في التربية، فكان
لها ثلاثة حقوق. وللأب حق واحد.
قوله في حديث ابن
عمرو: «الكَبائِرُ الإشراكُ بالله» الذنوب تنقسم إلى قسمين: كبائر وصغائر، والكبائر
اختلف العلماء في ضابطها، والصحيح أنَّها كل ذنب توعد الله عليه بنار، أو لعن، أو
رتَّبَ عليه حَدًّا. وأما الصغائر: فهي ما نُهي عنه ولم يرتَّب عليه شيء من ذلك.
والكبائر تقسم إلى
قسمين:
أكبر الكبائر: وهي الشرك بالله، ثم عقوق الوالدين، ثم قتل النفس التي حرَّم الله إلاَّ بالحق، ثم الزنى بذات المحْرم، وقد سأل ابن مسعود النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الذنب أعظم؟ قال: «أن تَجعَلَ لله نِدًّا وهو خَلَقَكَ»، قال: ثم أيُّ؟ قال: «أن تَقتُلَ وَلَدَكَ خَشيَةَ أن يَطعَمَ مَعَك» قال: ثم أي؟ قال: «أن تُزاني حَلِيلَةَ جارِكَ»، وأنزل الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا ٦٨ يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا﴾ [الفُرقان: 68-69]،([3]) فجعل الشرك بالله والزنى بالمحارم وبزوجة الجار وقتل الأولاد هي أكبر الكبائر.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6675).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد