ولهما ([1]) عن جُبير بن مُطْعِم رضي الله عنه مرفوعًا: «لا يَدخلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ
رَحِمٍ».
ولهما ([2]) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «إنَّ الله خَلَقَ الخَلقَ، حَتَّى
إذا فَرَغَ مِنهُم، قامَتِ الرَّحِمُ فقالت: هذا مَقَامُ العائِذِ بكَ من
القَطِيعةِ، قال: نَعَم، أما تَرضَينَ أن أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَنْ
قَطَعَكِ؟ قالت: بَلى، قال: فذلك لَك»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اقرؤُوا إن شِئتُم: ﴿فَهَلۡ
عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ
أَرۡحَامَكُمۡ﴾ الآية [محَمَّد: 22] ».
****
قطعوا أرحامهم قد
قطعوا ما أمر الله به أن يوصل لأنَّ الله أمر بصلة الأرحام، وأخبر الله تعالى أنهم
فاسقون، أي خارجون عن طاعة الله وهذا وعيد شديد لهم.
قوله صلى الله عليه
وسلم في حديث جُبير بن مطعم: «لا يَدخُلُ
الجَنَّةَ قاطِعُ رَحِمٍ» هذا فيه وعيد شديد، وليس معنى الحديث أنه يُمنع من دخول
الجنة كالكافر، وإنما لا يدخلها مع أول الداخلين، بل قد يتأخر دخوله إليها. ويعاقب
بدخول النار مع أصحاب الكبائر.
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر: «هذا مقام العائذ بك من القطيعة» الرحم من جملة المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى، وقد عاذت به؛ أي: استجارت بالله من القطيعة، فقال لها: «أما ترضين أن أَصِلَ مَن وَصَلَكِ، وأقَطَعَ مَن قَطَعَكِ؟» قالت: نَعَم، وهذا يدل على عِظَم حَقِّ الرحم، والتحذير من قطعها
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5984)، ومسلم رقم (2556).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد