عن أبي شُريح رضي الله عنه مرفوعًا: «مَن كانَ يُؤمِنُ بالله واليَومِ
الآخِرِ فلْيُكْرِمْ ضَيفه، ومَن كانَ يُؤمِنُ بالله واليَومِ الآخِرِ فليُحسِنْ
إلى جارِه، وَمَن كانَ يُؤمِنُ بالله واليَومِ الآخِرِ فلْيَقُلْ خَيرًا أو
لِيَصْمِتْ». أخرجاه ([1]).
ولمسلم ([2]) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «والله لا يُؤمِنُ، والله لا يؤمنُ،
والله لا يُؤمِنُ» قيل: مَن يا رسولَ الله؟ قال: «الذي لا يَأمَنُ جارُه
بَوائِقهُ».
البوائق: الغَوائل والشُّرور.
****
قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن كانَ
يُؤمِنُ بالله واليَومِ الآخِرِ فلْيُكْرِمْ ضَيفَه» الضيف: هو الذي ينزل عندك
يريد حقّ الضيافة من الطعام ونحوه، لأنه مسافر ومحتاج، فهذا له حق، فمن الإيمان
بالله إكرام الضيف، وقوله «مَنْ كانَ يؤمِنُ بالله فليحسن إلى جاره»، وهذا
هو الشاهد من الحديث: وهو الأمر بالإحسان إلى الجار.
وفي حديث أبي هريرة حَلَفَ النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: «لا يؤمن» أي: الإيمان الكامل: «الذي لا يأمن جاره بوائقه» أي: دواهيه وظُلمه وشروره، حيث نفى الإيمان عمن يسيء إلى جاره، فمن حق الجار على جاره أن يكرمه ويحترمه، وأن لا يتطلع إلى عوراته، وأن لا يتسمع كلامه الذي لا يحب أن ينشر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد