×
شرح كتاب الكبائر

وللترمذي ([1])  وحسَّنه عن ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعًا: «خَيرُ الأصحَابِ عِندَ الله خَيرُهُم لصاحبِه، وخَيرُ الجِيرانِ عِندَ الله خَيرُهم لجارِهِ».

وفي «المسند» و«صحيح الحاكم» ([2]) عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: «أيُّما أهلُ عَرَصَةٍ أصبَحَ فيهم امرُؤٌ جائِعٌ فقد بَرِئَتْ مِنهُم ذِمَّةُ الله».

وفي «صحيح الحاكم» عن ابن عباس مرفوعًا: «ليس المؤمنُ الذي يَشبعُ وجارُه جائعٌ» ([3]).

وفي رواية: «لا يؤمنُ مَن بات شَبعانُ وجارُه طاوٍ» ([4]).

****

والجار قد استأمنك وسكن بجانبك، فإذا تطلعت إلى عوراته وآذيته فقد خنته، فعلى الجار أن يحترم جاره غاية الاحترام، ويُحِبَّ لجاره ما يحبُّه لنفسه، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يُؤمِنُ أحَدُكم حَتَّى يُحِبَّ لأَخيهِ ما يُحِبُّ لنَفْسِهِ»([5]).

قوله: «خَيْر الأصحابِ عِندَ الله»، أي: أكثرهم ثوابًا عنده «خيرُهم لصاحبه» أي: أكثرهم إحسانًا إليه ولو بالنصيحة، لأنَّ خير الأصحابِ الذي ينفع صاحبه بعلمه إن احتاج إليه، ويَسُد حاجته ويُعينه بماله، «وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» أي: ولو برفع الأذى عنه، فكيف بالذي ينفع جيرانه بالإحسان والإطعام ونحوه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: «إذا طَبَخْتَ مَرَقَةً فأكثِرْ ماءَها وتَعاهَد جيرانَكَ»([6]).


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (1944)، والدارمي رقم (2481)، وأحمد رقم (6566).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (4880)، وأبو يعلى رقم (5746)، والحاكم رقم (2165).

([3])  أخرجه: أبو يعلى رقم (2699)، والحاكم رقم (2166).

([4])  أخرجه: ابن أبي شيبة في «مصنفه» رقم (30359).

([5])  أخرجه: البخاري رقم (13)، ومسلم رقم (45).

([6])  أخرجه: مسلم رقم (2625).