وقوله: «أَيُّما
أَهْلُ عَرَصَةٍ» العرصة: المكان والمحل، «أصبح
فيهم امرؤٌ جائع فقد برئت منهم ذمة الله» فإن كان أهل المحلة جياع، وفيهم غني
ولا يَسُدُّ حاجةِ جيرانه، فقد برئت ذمة الله منه، ولا يخفى ما في هذا من الوعيد
الشديد.
وقوله: «ليسَ
المُؤمِنُ» أي: ليس المؤمن الكامل الإيمان «الذي يَشبَعُ وجارُه جائِعٌ» أي:
وهو عالمٌ بحال جاره، فإنه لا بُدَّ للجار أن يُشبع جَوْعة جاره حتى وإن كان غير
مسلم، وهذا من محاسن هذا الدين، فمن اتصف بهذه الصفة من عدم الاهتمام بجوعة الجار
دلَّ ذلك على قسوة قلبه وكثرة شُحِّه وضعف إيمانه وسقوط مروءته، ودناءة طبعه.
*****
الصفحة 4 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد