شديد، ويدخل في هذا
أصحاب الوظائف المختلفة، فإنَّه لا بُدَّ أن يقوم الموظف بمصالح الناس وإنجاز
معاملاتهم وعدم تأخيرها، وأن يتوخى العدل في عمله ولا يحابي أحدًا ولا يرتشي.
وقوله في حديث معاذ:
«اتَّقِ دَعوَةِ المَظلُومِ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» هذا لمّا بعث النبي
صلى الله عليه وسلم معاذًا إلى اليمن معلمًا وقاضيًا أوصاه فقال له: «إنَّكَ
تأتي قَومًا مِن أهلِ الكتابِ فادعُهُم إلى شَهَادَة أن لا إله إلاّ اللهُ وأنَّ
محمدًا رسولُ الله، فإن هُم أجابوكَ لِذلكَ فَأَعلِمْهُم أنَّ الله افتَرَضَ
عَلَيهم خَمسَ صَلَواتٍ في كلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإذ هُم أطاعُوا لِذلكَ
فَأَعلِمْهُم أنَّ الله افتَرَضَ عَلَيهِم صَدَقَةً تُؤخَذُ مِن أَغنِيائِهِم
فَتُرَدُّ في فقرائِهم، وإيَّاكَ وكَرائِمَ أموالِهم، واتَّقِ دَعوةِ المَظلومِ،
فإنه ليسَ بَينَها وبينَ الله حِجابٌ»، وهذا محل الشاهد من الحديث، فأوصاه صلى
الله عليه وسلم بأن يتجنب ظلم الناس لئلا يدعو عليه المظلوم، وفيه تنبيه على المنع
من جميع أنواع الظلم، ثم قال له محذِّرًا من خطر دعوة المظلوم: «فإنه ليس بينها
وبين الله حجاب» أي: ليس لها صارف يصرفها ولا مانع يردُّها عن الله
فيستجيب لها ولو كان المظلوم كافرًا. قال تعالى: ﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ قَوۡمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ﴾ [المَائدة: 8].
وهذا فيه حثٌّ على
العدل بين الناس، فإنَّ الظلم ظلمات، ودعوة المظلومين مستجابة، حتى وإن كانوا من
غير المسلمين كاليهود والنصارى الذين يدفعون الجزية، فقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ
قَوۡمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعۡدِلُواْ
هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المَائدة: 8]، فالعدل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد