حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ﴾[النّحل: 116]، ولقد كان الصحابة رضي
الله عنهم يتدافعون الفتوى ‑ وهم علماء ‑ لأنهم يعلمون خطرها، بخلاف ما هو حاصل في
زماننا هذا من كثير من المتعالمين فتراهم يتهافتون على الفتوى، بما فيهم الذي ليس عنده
علم فلا يتورَّع عن أن يفتي، وكلٌّ يفتي برأي مخالف للآخر حتى في المسألة
الواحدة، حتى وصل الأمر أنَّ الذي عنده علم يفتي بخلاف ما يعلم، يريد بذلك إرضاء
الناس، والحظوة عندهم، وليقال: إنه ليس متشددًا، وأنه سهل ومَرِن!! ومنفتح ومتسامح
مما يسمونه بالفقه الميسر وفقه الواقع.
فالواجب على المسلم
أن يتقِّ الله ولا يَدْخل في الفتوى، إلاَّ إنْ احتيج إليه وكان عنده علم وإلاّ
فيبتعد عنها، والأصل أن تُضبط أمور الفتوى ولا سيمَّا في الصحف والمجلات والإذاعات
والفضائيات، وهذه الفتوى الغير منضبطة جعلت الناس في حيرة واضطراب، فلقد كثر
المفتون، وأصبحت الفتوى سهلة، فمن المفتين من لو سألته سؤالاً لأجابك على الفور،
في حين لو عُرض هذا السؤال على أبي بكر وعمر لجمعوا له أهل بدر، فليتق الله من
يتعرض لذلك، فإنما المفتي يقول عن الله ورسوله، فانظر فيما أفتيت، وكيف أنك تحمل
وزر فتواك إن أفتيت بغير علم ومعرفة وفقه. أو أفتيت بما يخالف الحق إرضاء للناس
«فمن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».
*****
الصفحة 3 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد