الناس في المحشر
فيتقدمون فيطلبون من يشفع لهم، فيأتون آدم ثم نوحًا ثم موسى، ثم عيسى عليهم السلام
فيعتذرون، ثم يأتون محمدًا فيقول: «أنا لها» فيذهب فيخرّ ساجدًا بين يدي
ربه وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم حتى يؤذن له فيشفع، فيأتي الله ليفصل بين
العباد كما قال الله تعالى: ﴿وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا﴾ [الفَجر: 22]، وقال: ﴿هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ
أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٖ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلۡأَمۡرُۚ وَإِلَى
ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ﴾[البَقَرَة: 210] يأتي ويجيء سبحانه إتيانًا ومجيئًا
يليقان بجلاله، ثم يُنْصب الصراط على
متن جهنم، فيمرُّ الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من ينجو ومنهم من يسقط،
والشاهد من هذا كلِّه: أنه ترسل الأمانة والرحم فيقومان بجَنبتَي الصراط يمينًا
وشمالاً فتصوَّر الرحم والأمانة شخصيتين على الصفة التي يريدها الله تعالى تطلبان
المارة بحقهما، فالذي ضيَّع الأمانة تطالبه الأمانة، والذي ضيَّع الرحم تطالبه
الرحم في موقف حرج، موقف تشيب فيه النواصي، لأنَّ الخطر عظيم، وهذا فيه بيان عِظمُ
الأمانة وأن الواجب على المسلم أن لا يتساهل فيها، فإنها تترصد له في ذلك الموقف
الحرج تُطالب بحقها.
*****
الصفحة 5 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد