×
شرح كتاب الكبائر

ولهما ([1]) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «دَخَلت امرأةٌ النارَ في هِرَّةٍ ربَطَتها، فَلا هِيَ أطعَمَتْها، ولا هِيَ أرسَلَتْها تأكُلُ مِن خَشاشِ الأَرْضِ حَتَّى ماتَت».

****

قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: «دَخَلَت امراةٌ النَّارَ في هِرَّة» هذا الحديث يدل على أنَّ من أمسك حيوانًا، حتى وإن كان مما لا يُملَك، لكنه يجوز له أن يحبسه، لكن بشرط أن يؤمن له الطعام والشراب، وأن لا يعذبه، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على المرأة أنها حبست الهرّة، وإنما أنكر الإساءة إليها، وأنها لم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض، فلا يجوز للمسلم أن يسيء للحيوانات أو الطيور ويعطّشها ويجوّعها ويعرّضها للبرد الشديد، فإذا ماتت بسبب من هـذه الأسباب، فإنه يُعذب بالنار كما حصل لتلك المرأة، فإنها دخلت النار بصنيعها في الهرة.

وهذا هو خُلق الإسلام العظيم، فالحيوانات لها حرمة ولا يجوز تعذيبها، سواء كانت من الحيوانات التي تُملك أو التي لا تملك، واليوم نرى الغرب يتبجح بالمحافظة على الحيوانات والبيئة، ويفتخر بذلك ويجعلون جمعيات لحقوق الإنسان، وفي هذا الجانب نقول لهم: إنَّ الإسلام قد سبق الجميع في ذلك، ولهذا فهو قد رتَّب العقاب والثواب على الإحسان أو الإساءة للحيوان، ليس حسابًا دنيويًا فحسب، بل أخرويًا كذلك، فتلك المرأة دخلت النار في هرة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3318)، ومسلم رقم (2619).