ولمسلم ([1]) عن ابن عمرو ([2]) رضي الله عنهما مرفوعًا: «كَفَى بالمرءِ إثمًا أن يَحْبِسَ عمَّن يَملِكُ
قُوتَهُ».
ولأبي داود ([3]): «أن يُضَيِّعَ مَن يَقوتُ».
ولهما ([4]) عن الحسن رحمه الله أنه قال لصاحب الجَمَلِ الذي لم يَعْلِفْهُ: «أما
إنَّه ليحاجَّك يوم القيامة».
****
قوله صلى الله عليه
وسلم في حديث ابن عمرو: «كَفَى بالمَرءِ إثمًا أنْ يَحبِسَ عَمَّن يَملِكُ
قوتَهُ» هذا عام في كل من أنت مكلف بالإنفاق عليه، فإنك آثم إذا حَبست عنه
رزقه، ويدخل في هذا الحيوانات التي تحت يدك، فأنت مكلف بإطعامها ورعايتها ولا يجوز
لك أن تحبس عنها رزقها كالإبل والأغنام، ولا يجوز لك أن تحلبها فتحرم أولادها،
وإنما تأخذ ما يزيد عن حاجة أولادها، وقد شكى الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم أنَّ
صاحبه يجوّعه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل بأن لا يجوِّعه، وفي حديث
الحسن أنه أوضح لصاحب الجمـل الذي لم يعلفه أن هذا الجمل سيحاجُّه ويطلب حقه منه
يوم القيامة، وفي هذا معجزة من معجزات النبيّ صلى الله عليه وسلم الدالة على صدقه
حيث فهم شكوى الحيوان، وفيه تواضعه وكمال شفقته ورحمته حتى في البهائم التي لا
لسان لها لتشكوا مما بها من جوع وعطش.
*****
([1]) أخرجه: مسلم رقم (996).
الصفحة 3 / 532
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد