مقدمة الشارح
الحمدُ لله ربِّ
العالمين، وصلّى الله وسلّم على عبده ورسوله نبينا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد، فإنَّ الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ألَّف مؤلفات كثيرة نادرة ومفيدة في بيان التوحيد والأمر به وبيان الشرك، والنهي عنه، وفي بيان المعاصي والذنوب، والنهي عنها لأنها تنقص التوحيد كل ذلك من باب النصيحة للمسلمين، والدعوة إلى الله عز وجل والإصلاح في الأرض، وهذه طريقة الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، ومن شأن الإنسان ما دام على قيد الحياة أن يعمل ويتحرك ولا يبقى ساكنًا وجامدًا لا يتحرك، فإما أن يكون عمله في الخير أو في الشر، ولهذا بعث الله الرسل لدعوة الناس للخير وتحذيرهم من الشر، والله جعل دارين للجزاء: الجنة، وهي دار المتقين العاملين بالطاعات، والنار، وهي دار الكافرين العاملين بالمعاصي والسيئات، وفرَّق بينهم فقال: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّئَِّاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ﴾ [الجاثية: 21]، وقال: ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ﴾ [ص: 28]، فاللهُ جل وعلا يميّز بين أفعال عباده ولا يظلم أحدًا، فالمحسن يضاعف له إحسانه ويزيده من فضله ويكرمه، والمسيء: إما أن يعفو عنه أو يجازيه بمثل سيئاته، قال الله تعالى: ﴿مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا﴾ [الأنعَام: 160]. فالسيئة بمثلها ولا تضاعف؛ لكنها قد تغلَّظ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد