×
شرح كتاب الكبائر

 فهذا عدلٌ من الله جل وعلا، والحسنةُ يضاعفها الله ويزيدها وينمّيها، وهذا فضلٌ منه، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا [النِّسَاء: 40]، فالمضاعفة فضلٌ من الله، والجزاءُ على السيئة بمثلها عدلٌ منه سبحانه وتعالى.

والطاعات قسمان: واجباتٌ ومستحباتٌ.

الواجب: ما يُثاب فاعله ويُعاقب تاركه.

والمستحب: ما يُثاب فاعله ولا يُعاقب تاركه.

والمعاصي تنقسم إلى عدّة أقسام:

فمنها: ما هو كفرٌ وشركٌ، ومنها: ما هو كبيرةٌ دون الشرك، ومنها: ما هو صغائر. فأما الكفر أو الشرك فإنَّ الله لا يغفره إلاّ إذا تاب صاحبه منه قبل أن يموت، وأمَّا لو مات عليه فهو خالدٌ مخلدٌ في النار، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ [النِّسَاء: 48].

وأما الكبائرُ التي دون الشركِ فهي تحت المشيئة، إن شاء الله غفر لصاحبها، وإن شاء عذبه، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النِّسَاء: 116].

وأما الصغائر، وتسمى اللَّمم، فهذه تكفَّر بأنواع من المكفرات، فتكفَّر بالطاعات، ومنها الصلوات الخمس يكفِّر اللهُ بها الصغائر، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِۚ [هُود: 114]، وقال صلى الله عليه وسلم: «الصلواتُ الخمسُ، والجُمُعةُ إلى الجُمُعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ، مكفراتٌ ما بينهن إذا اجتَنب الكبائر»([1]). وتكفَّر بالتوبة منها. والتوبة تكفَّر كل ذنب.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (233).