وله ([1]) عنه، قال: هي إلى سَبْعِ مئةٍ أقربُ منها إلى
السَّبْع، غير أنه لا كبيرةَ مع الاستغفار، ولا صَغيرةَ مع الإصرار.
****
وقوله: أو عذاب في الآخرة، أو حدٍّ
في الدنيا مثل القصاص، وكقطع يد السارق، أو جلد الزاني أو رجم القاذف. هذه هي
الكبائر، وهي التي عليها حدٌّ في الدنيا، أو غضب، أو توعُّد باللعن.
وأمّا ما نهى الله
عنه، ولم يرتب عليه شيئًا من ذلك، فإنه يدخل في باب الصغائر.
أي: لابن جرير عن
ابن عباس رضي الله عنهما: الكبائرَ كثيرةٌ، فهي للسبع مئة أقربُ منها إلى السبع.
فالكبائر ليست على حدٍّ سواء، فهي تنقسم إلى قسمين: أكبر الكبائر، وكبائر دون ذلك.
فهناك أكبر الكبائر،
وهناك ما هو كبائر وحسب، أي: ليست من أكبر الكبائر، فالكبائر تتفاوت، وأما عدُّها،
فإنه يُرجع فيه إلى الكتاب والسنة.
خذ هذا الضابط الذي
ذكره ابن عباس رضي الله عنهما وطبِّقه على المعاصي، فما انطبق عليه منها فهو
كبيرة، وما وجدت أنه منهيٌّ عنه ولم ينطبق عليه هذا التعريف، فهو صغيرة وحرام.
وقد ألَّف العلماء في الكبائر مؤلَّفات: فالحافظ الذهبي أوصلها إلى أكثر من سبعين كبيرة، وابن حجر الهيتمي أوصلها إلى أكثر من أربع مئة كبيرة، وابن عباس رضي الله عنهما قال: هي إلى السبع مئة أقرب منها إلى السبع.
([1])انظر: الطبري في «تفسيره» (5/41).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد