وعن جابر
رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول قَبل وفاته بثلاث:
«لا يَمُوتَنَّ أحدُكم إلاّ وهو يُحسِنُ الظَّنَّ بالله» أخرجاه ([1]) وزاد ابنُ أبي الدُّنيا ([2]): «فإنَّ قومًا أَرداهم سُوءُ ظنِّهم بالله، فقال تبارك وتعالى: ﴿وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ
فَأَصۡبَحۡتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾»[فُصّلَت: 23].
****
من الكبائر: سوءُ الظنِّ بالله، وهذه الصفة إنما وصف الله بها المنافقين في غير ما آيةٍ، وذكر أن الشيطان يُدخِل إلى بعض القلوب المريضة أن الله لا يريد الخير لعبده، وأنه سيعذبه، ولا يقبل توبته، إلى غير ذلك من الوساوس التي يُخذِّل بها بعض أصحاب القلوب المريضة، فَيقنِّط العبد من رحمة الله، ويجعله ييأس من روح الله، وهذا يعدُّ كبيرة من كبائر الذنوب القلبية، وقد وصف الله به المنافقين والكفار، فقال سبحانه وتعالى: ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ﴾ [آل عِمرَان: 154] كَما حصل في وقعة أُحُد، ففيها اشتدَّ الكرب على المسلمين، حيث استشهد منهم عددٌ كبير، وظـنَّ المنافقون أنَّ هذه هي نهاية المسلمين، وأن الله لن ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأن الإسلام سينتهي، فهذا ظنهم بالله، وهو ظنُّ الجاهلية، يقول تعالى في سورة الفتح: ﴿وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۖ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَلَعَنَهُمۡ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرٗا﴾ [الفَتْح: 6]، وقال: سبحانه وتعالى: ﴿ بَلۡ ظَنَنتُمۡ أَن لَّن يَنقَلِبَ ٱلرَّسُولُ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِلَىٰٓ أَهۡلِيهِمۡ أَبَدٗا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمۡ وَظَنَنتُمۡ ظَنَّ ٱلسَّوۡءِ وَكُنتُمۡ قَوۡمَۢا بُورٗا﴾ [الفَتْح: 12]، فقد ظنَّ المنافقون والمنافقات أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لن يعودوا إلى أهليهم بعدما خرجوا للحرب، فلذلك تخلفوا ولم يخرجوا للقتال، ولما نصر الله رسوله صلى الله عليه وسلم
([1])أخرجه: مسلم رقم (2877).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد