عن ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعًا: «ارحَمُوا تُرحَمُوا، واغفِرُوا
يَغْفِرِ الله لَكُمْ، وَيْلٌ لأَقْماعِ القَوْل، وَيْلٌ للمُصِرِّين الَّذينَ
يُصرِّونَ على ما فَعَلوا وهُمْ يَعلَمُون» رواه أحمد ([1]).
****
هذا من أسباب لِين
القلب، وهو الرحمة بالمستضعفين والمحتاجين والمساكين، فالعطف عليهم والإحسان إليهم
ومجالستهم، يُليِّن القلب، أما الإعراض عن المحتاجين والمساكين فإنَّه يُقسي
القلب، ومخالطة الفقراء والمساكين والنظر إليهم والإحسان إليهم هذا كله مما يلين
القلوب ويبعث على الرحمة، والجزاء من جنس العمل؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «ارحموا تُرحموا »، يعني: ارحموا الفقراء والمساكين يَرْحَمْكُم
الله عز وجل، والعكس بالعكس، فعدم الرحمة يتسبب عنه أنَّ الله لا يرحمُ مَنْ لا
يَرحم المساكين والضعفاء، فإذا أساء أحدٌ إليك أو أساء في حقك، فقابله بالمغفرة والإحسان
من أجل أن يغفر الله لك، فإذا كنت تريد أن يغفر الله لك، فاغفر لمن أساء إليك، لأن
الجزاء من جنس العمل.
وقوله: « ويلٌ لأقماع القول »: الأقماع جمع قُمْع، وهو ما يوضع في فم الوعاء أو القِربة ثمَّ يُصَب فيه الماء أو غيره من السوائل وهو ما تُسمِّيه العوام المِحْجان، وهو ما يصب فيه الماء والأشياء المائعة، لا يمسك شيئًا مما يفرغ فيه، كذلك هؤلاء، حيث شبَّه أسماع الذين يستمعون الذِّكر والقرآن ولا يَعُونه ولا يتأثرون به بالأقماع التي لا تُمسك شيئًا ممّا يُفرغ فيها.
([1])أخرجه: أحمد رقم (6541)، والبيهقي في «الشعب» رقم (7236).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد