×
شرح كتاب الكبائر

وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَة ما يَتبيَّنُ فيها، يَزِلُّ بها في النَّارِ أبْعَدَ ممّا بَيْنَ المَشْرِق والمَغْرِب» ([1]).

وللترمذي ([2]) وصحَّحه عن بلال بن الحارث رضي الله عنهما مرفوعًا: «إنَّ الرَّجلَ لَيَتكلَّمُ بالكَلمةِ مِنْ رِضْوان الله ما كان يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ ما بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ له بها رِضْوانَه إلى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وإنَّ الرَّجلَ لَيَتَكلَّمُ بالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ الله تَعالى ما كانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ ما بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِها سَخَطَهُ إلى يَومِ يَلْقَاه».

ولمسلم ([3]) عن جُندب بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعًا: «أنَّ رجلاً قال: والله لا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلان. فقال الله عز وجل: مَن ذا الَّذي يَتَألَّى عَلَيَّ أنْ لا أغفِرَ لِفُلانٍ؟ إنِّي قَدْ غَفَرْتُ له وأَحبَطْتُ عَمَلَكَ».

ورُويَ أن القائل رجلٌ عابد، قال أبو هريرة: تكلَّم بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْياهُ وآخِرَتَه ([4]).

****

 هذه الأحاديث كلها في موضوع الكلمة الطيبة والكلمة السيئة، قال جل وعلا: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ ٢٤ تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ [إبراهيم: 24-25]، وقال تعالى:﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ وَٱلَّذِينَ يَمۡكُرُونَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ لَهُمۡ عَذَابٞ شَدِيدٞۖ وَمَكۡرُ أُوْلَٰٓئِكَ هُوَ يَبُورُ [فَاطِر: 10]،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (6477) ومسلم رقم (2988).

([2])أخرجه: الترمذي (2319).، وابن ماجه رقم (3969)، ومالك في «الموطأ» رقم (5).

([3])أخرجه: مسلم رقم (2621).

([4])أخرجه: أبو داود رقم (4901).