والكلام الطيب
يَصْعَدُ لله إذا كان معه عمل صالح، قال تعالى: ﴿وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ﴾ [فَاطِر: 10]. لأنَّ القول لا يكفي
دون العمل.
وفي هذه الأحاديث أن
الكلمة الطيبة يَكْتبُ الله رضوانه لِصاحبها إلى يوم يلقاه، والكلمة السيئة يكتب
الله بها غضبه على صاحبها إلى يوم يلقاه، وأنَّ الكلمة الطيبة يَرفعُ اللهُ بها
العبدَ درجات، والكلمة السيئة يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب.
وفي الأحاديث
التحذير من خطورة الكلام، وأن الكلام الذي ليس فيه خير فالسكوت عنه أفضل من التكلم
به.
وأما آخر حديث في هذا الباب، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكأن أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول: أقصِر، فوجده يومًا على ذنب فقال له: أقصِر، فقال: خَلِّني وربي، أبعثت عليّ رقيبًا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك، أو: لا يدخلك الله الجنة، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد: أكنت بي عالمًا، أو كنت على ما في يدي قادرًا، وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار» قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده لقد تكلَّم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته. وهذا سوء ظن بالله، وسوء أدب مع الله عز وجل، بأن يحلف بأنَّ الله لن يغفر لهذا المذنب ذنبه؟ هذا لا يجوز، لا يجوز لك أن تحجر على الله عز وجل، وتحلف بالله أنه لا يغفر ذنب العاصي، كقول
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد