وله
وصحَّحه عن معاذ رضي الله عنه: قُلْت: يا رَسولَ الله، إنّا لَمُؤاخَذون بما
نَتَكَلَّم به؟ قال: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا مُعاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ الناسَ في
النَّارِ عَلى وُجوهِهِمْ -أوْ قال: عَلَى مَناخِرِهم- إلاّ حَصائِدُ
أَلْسِنَتِهِم» ([1]).
وله عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعًا: «إذا أصْبَحَ ابنُ آدَمَ، فإنَّ
الأَعْضاء كُلَّها تُكَفِّرُ اللِّسان تَقولُ: اتَّقِ الله فِينا، فإنَّما نَحنُ
بِكَ، إن اسْتَقَمتَ استَقَمْنا، وَإنْ اعْوَجَجْتَ اعوَجَجْنا» ([2]).
قوله: «تكفِّر» أي: تَذِلُّ وتخضع.
****
يستخرجون الكلام
منكم، وينشرونه في الناس، فيُحمَل الكلام على غير محمله، ويُقوَّل القائل ما لم
يَقل. لا سيما وهناك أدوات تسجيل تسجل كلامك وأنت لا تدري لأنه خفيه بصحبة من يريد
أن يوقعك.
هذا الكلام جاء في سياق حديث طويل أثناء سفر معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث سأله عما يُدخله الجنة ويباعده عن النار، فبيَّن له صلى الله عليه وسلم ذلك ثمَّ إنه بعد أن أخبره النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأبواب الخير قال له: « ألا أخبرك بمَلاك ذلك كلِّه؟»، قال: بلى، قال: « كُفَّ عَلَيْكَ هَذا »، أي: اللسان. فقال: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: « ثكلتك أمك يا معاذ » ثكلتك، أي: فَقَدتْك، هذا أصله دعاء على الشخص المخاطب بالموت ظاهرًا، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقصد هذا، وإنما هي كلمة يُتَمَثَّل بها ولا يُقصد معناها وإنما المقصود بها هنا
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2616)، والنسائي في «الكبرى» رقم (11330)، وأحمد رقم (15419).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد