×
شرح كتاب الكبائر

 يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من سأل الناس أموالهم تَكثُّرًا فإنِّما يَسأل جَمْرًا، فليستَقِلَّ أو ليستكثر » ([1]).

وقوله صلى الله عليه وسلم: « وإضاعةَ المال » أي: صرفه في غير محلِّه، وبذله في غير وجهه المأذون فيه شرعًا، أو تعريضه للفساد والتلف، والله لا يحب الفساد، أو السَّرف في إنفاقه بالتوسُّع في لذيذ المطاعم والمشارب، ونفيس الملابس والمراكب، وغير ذلك مما ينشأ عنه غِلَظُ الطَّبْع وقسوة القلب المُبعدين عن الله سبحانه وتعالى.

فالأصل في هذا أن يحافظ المسلم على ماله، وينفق على نفسه وأهله، وعلى الفقراء فإنَّ لهم فيه حقًّا، والله قد أنعم على الإنسان بالمال، وجعله ابتلاءً وامتحانًا له، فإن بدَّد المال كان مسرفًا وإن بخل بإنفاقه كان آثمًا وكان مضيِّعًا لمن يَقُوت، والمال هو مال الله، والعبد مستخلف فيه إلى أجلٍ، ثم ينتقل هذا المال إلى غيره بالوراثة، وغيرها.

وقد حرَّم الله الإسراف والبخل على حدٍّ سواء، فقال سبحانه: ﴿وَلَا تَجۡعَلۡ يَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومٗا مَّحۡسُورًا [الإسرَاء: 29]  وقال سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمۡ يُسۡرِفُواْ وَلَمۡ يَقۡتُرُواْ وَكَانَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ قَوَامٗا [الفُرقان: 67].


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1041).