×
شرح كتاب الكبائر

 الساعة، وإنما المطلوب الاستعداد لها والعمل من أجل النجاة من أهوالها قبل أن تقع.

وكذلك فإنه لا تجوز المبالغة في سؤال الناس من المال، وهذا لا يجوز أن يكون، إلاَّ إذا احتاج المسلم لذلك، فإنَّ سؤال المال لا ىحل إلاّ لأحد ثلاثة كما جاء في الحديث: « أن المسألة لا تَحل إلاّ لأحد ثلاثة: رجل تَحمَّل حَمالةً فحَلَّتْ له المسألةُ حتى يُصيبَها ثمَّ يُمسك، ورجل أصابته جائحةٌ اجتاحَتْ مالَه فحلَّت له المسألةُ حتى يُصيبُ قِوامًا من عَيشٍ، أو قال: سِدادًا من عَيشٍ ورجلٌ أصابتهُ فاقةٌ حتى يَقومَ ثلاثةٌ من ذَوي الحِجَا من قومه: لقد أصابت فلانًا فاقةٌ فحلَّت له المسألةُ حتى يُصيبُ قِوامًا من عَيشٍ، أو قال: سِدادًا من عَيشٍ» ([1]).

فالأوَّل: « رجلٌ تحمَّل حَمالة » يعني: احتاج المال للإصلاح بين الناس، فإنَّه لا يُترك يتحمل ذلك وحده، وإنما يُعطى حتى وإن كان غنيًّا.

والثاني: « رجلٌ أصابته جائحةً »، يعني: آفة أتلفت ماله، فله الحق أن يسأل، قال سبحانه وتعالى:﴿وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤  لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ [المعَارج: 24-25] والمحروم هنا: هو الذي تَلِفَ ماله، فيأخذ ما يقوم به أمره، ثم يُمسك عن المسألة والطلب من الناس.

والثالث: « رجل أصابته فاقة » يعني: فقرًا، فهو إنسان معسر معروف أنه فقير، فهذا له أن يسأل الناس حتى يسد حاجته ثم يمسك، ولا يستمر في السؤال، أما الذي يسأل تكثُّرًا بدون حاجة فهو آثم،


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1044).