صَلاة الفجر وصلاة العصر، ثمَّ
يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم
وهم يصلون، وأتيناهم وهم يُصلون » ([1]).
وقوله: ﴿وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ
لَحَٰفِظِينَ﴾ أي: ملائكة يحفظون أعمالكم وأقوالكم ويكتبونها ﴿كِرَامٗا﴾: هذه صفة لهم
بالكرم، فإنهم ملائكة مكرَّمون، وقوله: ﴿كَٰتِبِينَ﴾ أي: يكتبون ما يصدر عن العباد في صحائف أعمالهم
ليُواجَهوا به يوم القيامة، فلا يستطيعون أن ينكروا من ذلك شيئًا.
وقوله: ﴿يَعۡلَمُونَ مَا
تَفۡعَلُونَ﴾ أي: أنهم لا يخفى عليهم شيء، فهم ملازمون للعبد، يعرفون
جميع أفعاله وأقواله، وهم لا يتركونه إلاّ في موطنين: عند جماع الرجل أهله، وعند
قضاء الحاجة.
والحاصل أنَّ هذا تحذير من الله لنا بأن نستحي من هؤلاء الملائكة الكرام، فنُجِلُّهم ونوقِّرهم، فلا نرتكب معصية يسجلونها علينا، سواء كان ذلك قولاً أو فعلاً، وفي هذا إثبات أنَّ أقوالنا محفوظة تمامًا كالأعمال، قال سبحانه وتعالى: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾ [ق: 18]، ورقيب وعتيد، ملكان موكلان بالعبد يكتبان كل ما يصدر عن العبد من خيرٍ أو شرٍّ، الذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات، وقوله سبحانه: ﴿أَمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّا لَا نَسۡمَعُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيۡهِمۡ يَكۡتُبُونَ﴾ [الزّخرُف: 80]، وقوله: ﴿وَرُسُلُنَا﴾ أي: الملائكة،
([1])أخرجه: البخاري رقم (555)، ومسلم رقم (632).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد