عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه مرفوعًا: «إنَّ الله حرَّم عليكم عُقوقَ
الأمَّهاتِ، ووَأْدَ البناتِ، ومَنَعًا وَهاتِ، وكَرِهَ لكم: قِيلَ وقال، وكثرةَ
السُّؤالِ، وإضاعةَ المالِ» أخرجاه ([1]).
****
فالرسل يكونون من البشر ومن الملائكة، والمقصود
بالرسل في هذه الآية: الملائكة، يرسلهم الله ليسجلوا أعمال بني آدم ويحفظوها، وهذا
من رحمته وعدله سبحانه، فإنه لا يضيع شيئًا من أعمال العباد.
يقول بعض السَّلف:
لو أنكم تشترون الأقلام والقرطاس من أموالكم للحفظة لأمسكتم عن كثير من كلامكم، فكما
يخاف الإنسان على أمواله فلا يُبَدِّدها خوفًا على دُنياه، فالأولى أن يحافظ على
آخرته الباقية فلا يتكلم بكلام يُبَدِّد فيه حسناته.
الكلام على ضربينِ: إما أن يكون
محمودًا، وإما أن يكون مذمومًا، وهذا يرجع إلى ما يشتمل عليه، فالمذموم من الكلام
ما كان غيبة أو نميمة، أو استهزاءً بالعباد، وهذا حرام لما يتضمنه من الأذى، ولما
يترتب على ذلك من الآثار، وقد يكون مذمومًا لصفته، وهذا الذي أشارت إليه الأحاديث
التي تنهى عن التفيهق والتقعُّر في الكلام. وسيأتي الكلام عليه بعدُ.
والضَّرْب الآخر هو
المحمود من القول، كأمرٍ بمعروفٍ، أو نهى عن منكرٍ، أو إصلاحٍ بين الناس.
والحاصل أنه ينبغي للمسلم أن يفكِّر في كلامه قبل أن يتكلم به، وأن يجعل هذا الكلام يمر من وراء القلب لا من أمامه، فإن رأى أنه
([1])أخرجه: البخاري رقم (5975)، ومسلم رقم (593).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد