النفس التي حرَّم الله بغير حقٍّ جريمة وكبيرة
من كبائر الإثم، فإذا كان المقتول من ذوي الأرحام كان أشدَّ وأعظم.
وبالإضافة لوأد
البنات، فإنهم أيضًا كانوا يقتلون البنين تَخوُّفًا من مؤنتهم، وللأسف نجد هذه
الصورة موجودة اليوم، متمثلة بأولئك الذين ينادون بتحديد النَّسْل، ويحذِّرون من
الانفجار السكاني، وكأنهم هم الذين يرزقون ويُطعِمون، وفي هذا قال سبحانه ردًّا
على أمثال هؤلاء: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ خَشۡيَةَ إِمۡلَٰقٖۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُهُمۡ وَإِيَّاكُمۡۚ إِنَّ قَتۡلَهُمۡ كَانَ خِطۡٔٗا كَبِيرٗا﴾ [الإسرَاء: 31]. فالأمر على العكس
ممّا يعتقدون، فإنَّ الله إذا خلقَ نفسًا فإنه يُقدِّر لها قُوتها، ففي كثرة النسل
الخير الكثير، فإنَّه بالذرية الصالحة تعمر البلاد ويكثر النَّماء.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
« ومَنَعًا وهاتِ » أي: مَنَع ما أمر الله تعالى ببَذْله، وأخذ ما
ليس له فيه حق، حيث حرَّم الله تعالى أخذَ ما لا يحل من أموال الناس وعبّر بهما عن
المنع والأخذ، فكُره أن يمنع الإنسان ما عنده، وأخذ ما عند غيره، قال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ
هَلُوعًا ١٩ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا ٢٠ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا
٢١ إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ﴾ [المعَارج: 19-22].
فالمقصود النهي عن أن يكون المرءُ جَمُوعًا منوعًا، يأخذ ولا يعطي، ولا يعبأ إنْ كان من حلال أو حرام، أو كان مـن ربًا أو غشٍّ أو تدليس، فالله سبحانه يكره من كانت هذه صفته، وهذه هي صفة اليهود، فهم أبخل الناس وأكثرهم جمعًا للمال المحرم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد