لم يأتِ بالحق إلاّ
حينذاك؟! ﴿فَذَبَحُوهَا
وَمَا كَادُواْ يَفۡعَلُونَ﴾ [البَقَرَة: 71] ثم ذكر تعالى أنه قال لهم موسى كما أمره تعالى بذلك: ﴿ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ﴾ [البَقَرَة: 73] أي: خذوا قطعة منها
فاضربوا بها القتيل ففعلوا فعادت إليه الروح وقال: فلان قتلني، يقال: إنه كان ابن
عمه، وكان القتيل لديه مال، فأراد القاتل أن يتعجَّل أخذ المال بالميراث فقتله، ثم
قال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ
يُحۡيِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ﴾ [البَقَرَة: 73] هذا شاهد على إحياء الله الموتى فقـد رأوه في الدنيا،
وهذا من علامات ودلائل كمال قدرته تعالى، ولهذا قال: ﴿وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ٧٣ ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم﴾ [البَقَرَة: 73-74] فهم مع مشاهدتهم
هذه الآية العظيمة قست قلوبهم، وهذا من جفاء بني إسرائيل، وخبث طوياتهم، وهم لا
يزالون بهذه الصفات، وهذا من سفههم وجهلهم وتعنُّتهم والعياذ بالله.
والشاهد في هذه الآيات
قولهم: ﴿قَالُوٓاْ
أَتَتَّخِذُنَا﴾ فدلَّ هذا على أنه لا يجوز اتخاذ الناس هزوًا وسخرية.
وقوله صلى الله عليه وسلم: « ليس الكذاب الذي يصلح بين
الناس »راوية هذا الحديث هي
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، كان أبوها كافرًا، شديد العداوة للنبيِّ صلى الله
عليه وسلم، وقُتل بعد وقعة بدر، وهذه البنت منَّ الله عليها بالإسلام، فأسلمت وحسن
إسلامها وهاجرت، وصارت صحابية جليلة، تروي هذا الحديث الذي فيه أنه استثنى صلى
الله عليه وسلم من الكذب ما كان فيه إصلاح ذات البين، وذكرت مسائل أخرى يُرخَّص
فيها بالكذب للمصلحة: الأولى: الإصلاح بين الناس، والثانية: في الحرب، فيحق للقائد
أن يوّرِّي في الكلام للخدعة، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوةَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد