وعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: دَعَتْني أُمِّي يَوْمـًا ورسولُ
الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ في بَيْتِنا، فقالت: ها تعالَ أُعطِكَ، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «وما أردتِ أنْ تُعطِيهِ؟» قالت: أُعْطِيهِ تَمرًا، فقال
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِيهِ، لكُتِبَتْ
عليكِ كَذْبةٌ» رواه أحمد وأبو داود ([1]).
ولأحمد ([2]) عن أبي هريرة مرفوعًا: «مَنْ قال لِصَبيٍّ: هَاكَ تعالَ أُعطِكَ، ثُمَّ
لَمْ يُعْطِهِ فهي كَذْبَةٌ».
وله ([3]) عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قلت: يا رسول الله إن قالت إحدانا لشيءٍ
تَشتَهيهِ: لا أَشتَهيهِ، أَيُعَدُّ ذلك كَذِبًا؟ قال: «نعم، إنَّ الكَذِبَ
يُكْتَبُ كَذِبًا حَتَّى تُكْتَبَ الكُذَيْبةُ كُذَيْبةً».
****
أما حديث عبد الله
بن عامر، وفيه: قال: دعتني أمي يومًا.. إلخ، هذا شيءٌ تَساهل فيه الناس،
وهو الكذب على الصغار، والكذب لا يجوز بحالٍ من الأحوال، فهذه المرأة نادت ابنها
وكان صغيرًا فقالت له: تَعالَ أُعطك؛ تطمِّعه في المجيء، فالنبي صلى الله عليه
وسلم قال لها: « وما أردتِ أن
تُعطيه؟ »
قالت: أعطيه تمرًا، قال: أما إنك لو لم تعطيه شيئًا لكتبت عليك كذبة، فدلَّ ذلك على أنه لا يجوز الكذب على الصغار ولا على الكبار، لأنَّ هذا من سوء التربية، لأنَّ التعليم إنِّما يكون بالقدوة، فإن رآك الصغير تكذب فإنك تكون قد ربَّيته على الكذب
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4991)، وأحمد رقم (15702).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد