وللترمذي ([1]) وحسّنه مرفوعًا: «وَيلٌ للَّذِي يُحدّث بالحديثِ ليُضْحِكَ بهِ القومَ فيَكْذِبُ،
ويلٌ له، ويلٌ له».
****
في حقيقةِ الأمر،
وإن لم تُلقِّنه ذلك تلقينًا، فيستسيغ الكذب، ويُربّى عليه، وهذا يشمل جميع
المربِّينَ، سواء كانوا آباء أو معلِّمين، فَعلى المربي أن يتجنب الكذب على
الأطفال.
وفي حديث أسماء ما
يؤكد على عظيم تحريم الكذب، حتى إنه عَدَّ قول القائل لِطعامٍ يشتهيه: لا
أشْتهِيهِ، كذبًا، بل ويُكتب كذّابًا في ديوان الحفظة، رغم تهوين الناس لهذا
الأمر، فلا ينبغي أن يُهوَّن شأن الكذب، وإن دَقَّ، أو كما يقول البعض: كذبة
بيضاء، فالكذب ليس فيه أبيض بل كله أسود.
هذا نوع آخر من أنواع الكذب يقع فيه كثير من الناس المتفاكهين، لأجل أن يُضْحِكوا الناسَ، ولا سيّما في التمثيليات والمسرحيات التي كثرت الآن، وهذا من الكذب والعياذ بالله، فيخترعون الكذب من أجل إضحاك الناس، فتراهم يقولون شيئًا لم يحدث، مع أنَّ الكذب لا يجوز بأيِّ حال من الأحوال، وديننا دين صدق ولله الحمد وليس دين هزل وكذب، أما المزح الذي لا بأس به، فهو ما كان من جنس مَزْح الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي هو من باب التورية، كأنَّه يقول شيئًا على خلاف ظاهره وهو حقّ، كما ورد في بعض الأحاديث: أنه صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة كبيرة في السِّن، فقالت له صلى الله عليه وسلم:
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4990)، والترمذي رقم (2315)، وأحمد رقم (20046).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد