تلم الناس في عدم
تحقيقه، فلو أنَّ الله قدَّره لك لم يمنعكَ منه أحد كما قال عز وجل: ﴿مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ
لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ
لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ﴾ [فَاطِر: 2]، وفي الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد
الله بن عباس: «واعلم أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك
إلاَّ بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلاّ بشيءٍ
قد كتبه الله عليك»([1])، فالأمور بيده
سبحانه، فهو الذي يُحمد في كل حال، في السراء والضراء، لأنَّ الضراء قد تحمل الخير
وإن كان ظاهرها شر، فلربما يكون الخير في عاقبتها، ولهذا جاء في الحديث: «عجبًا
لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر،
فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له»([2])، فهو راضٍ من الله عز
وجل سواء أصابه خير أو أصابه شر، فلا يسخط ولا يجزع، وفي الحديث:«وإن أصابك شيء
فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل»([3])، فأرجع الأمر إلى
الله، ولا ترجعه إلى الناس بأن تلومهم، ولكن علِّق قلبك بالله، فهذا هو اليقين.
وقوله: «وإنَّ الله بعلمه وقسطه جعل الرَّوْح والفرح في اليقين» أي: إنَّ الله تعالى بقِسْطِه وعدله جعل الرَّوْح، أي: الراحة، والفرح في
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2516)، وأحمد رقم (2669)، وأبو يعلى رقم (2556).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد