×
شرح كتاب الكبائر

اليقين، فالمستيقن مرتاح في دنياه، لا يجزع ولا يسخط، فإن أصابه خير شكر الله، وإن أصابه غير ذلك صبر عليه، لأنه يعلم أنه في كلا الحالين مأجور، أما الذي عنده شك، فهذا إن أصابه خير أو نعمة بطر وتكبر، وإن أصابه ضرر جزع وسخط على الله، وهذا نتيجة الشك والريب في القلوب.

وقوله: «وجعل الهم والحزن في الشك والسخط» الهمُّ: ما يصيب الإنسان من كدر وقلقٍ وحزن وتندُّم بسبب هذا الشك، أما الإنسان المتيقن، فهذا لا يصيبه هم ولا حزن، فهو يعلم أنه عبدٌ لله، وأنَّ ما قدَّره الله سيجري عليه مهما فعل وتحصَّن، فلذلك لا يرتاب ولا يتزعزع قلبه مع الأحداث، فهو ثابت القلب، أما الشاكّ والمرتاب فقلبه متزعزع وخاصة عند الأحداث.

وقوله: «وإنَّ رزق الله لا يجرُّه حرص حريص ولا يردُّه كراهية كاره» وهذا مثلما ذُكر في بداية الأثر، فإنَّ الله إذا قدَّر لعبده رزقًا فإنه لن يستطيع أحد أن يمنعه رزقه، وإن سعى في ذلك الساعـون واستخدموا سلطاتهم، فإنهم لن يجدوا إلى ذلك سبيلاً، يقول الله تعالى واصفًا كيد أعدائه: ﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ[البَقَرَة: 105]،فهم في الدنيا يتمنُّون الضرر على المسلمين، لكنهم لا ينالون مرادهم، فيتحسرون والعياذ بالله، لأنَّ الحاسد يظل في همّ وضيق وقلق، وخصوصًا إذا رأى نعم الله على عباده، ويتمنى أن تزول عنهم النعمة، ولن يجد إلى ذلك سبيلاً، فهو 


الشرح