يرى النعم على الناس
فيزداد حِقدًا وغيظًا وشكًّا بالله عز وجل واتهامًا للقضاء والقدر، فيودُّ منع
الخير عن الناس من شدة الحسد.
وقول عمر يوم الحديبية: «فعملت لذلك أعمالاً» ويوم الحديبية هو الذي سماه الله تعالى فتحًا، قال تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا﴾ [الفتح: 1]، أي: صلح الحديبية، حيث مَنَعَ المشركون الرسول وأصحابه من أداء العمرة، بعد أن نزلوا بالحديبية على حدود الحرم، ليس بينهم وبين الحرم إلاّ مسافة يسيرة، منعوهم من دخول الحرم، ومنعوا الهدْي الذي معهم من الوصول إلى الحرم أيضًا، فحدثت مفاوضات بين المسلمين والمشركين، ومن ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل عثمان رضي الله عنه، ثم أشيع أن عثمان قد قُتل، وعندها طلب الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه للبيعة على القتال قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا ١٨ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةٗ يَأۡخُذُونَهَاۗ﴾[الفَتْح: 18-19]، وهذا جزاءٌ عادل في الدنيا من الله تعالى، وما عنده من الجزاء في الجنة أعظم، ولقد كان هذا الجزاء لِما صدقوا مع الله وبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم على الموت والجهاد، ولما رأى المشركون أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مصممون على أحد أمرين: إمّا العمرة وإما القتال، أرسلوا رسولاً ليتفاوض مع الرسول صلى الله عليه وسلم على الصلح، فتم الصلح فصار هذا الصلح فتحًا، سمّاه الله عز وجل فتحًا، وتبيَّن لعمر أنه المخطئ في تَصَلُّبه أمام هذا العقد حين قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم: علامَ نعطي الدنيّة في ديننا ([1])؟! هو لم يفعل هذا شكًّا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2731)، ومسلم رقم (1785).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد