ويمدحهم بما ليس
فيهم من أجل إرضائهم، ونيل عطائهم حتى وإن كان يسخط الله عز وجل.
وهناك بعض الناس لا
يهمهم إلاَّ إرضاء الناس، ولا يهمهم إن كان ما يقومون به يسخطِ الله أم لا!
فيعملون بما يرضي الناس من أجل أن يحصلوا على حاجاتهم، وكسب ودّهم، ونسيَ هؤلاء
أنَّ القلوب بيد الله عز وجل يقلبها كيف يشاء، وأنَّ الله سيوغر عليك هذه القلوب
التي أرضيتها بسخطه، وهذا أمر يحتاج إلى صبر وتيقُّن بأنَّ النافع والضار هو الله،
وأنَّ العباد جميعًا لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا، وهذا منهج واضح سليم، أن
تجعل الله دائمًا بين عينيك، فإذا عرض لك أمر فانظر فيه، فإذا كان مما يرضي الله
فافعله ولو سخط الناس عليك، إذْ إنهم سيرضون عنك فيما بعد، وإذا كان فيه سخط الله
وإرضاء الناس فتجنبه، وهذ لا يكون إلاَّ ممن خلا قلبه من الريب والشك.
وقوله: «ولا تحمد
أحدًا على ما آتاك الله» أي: لا تحمد الناس على ما آتاك الله، ولكن احمد الله عز
وجل وقل: الحمد لله، فهي أول لفظة في المصحف بعد البسملة، أي: أن جميع المحامد لله
عز وجل فلا يستحق المحامد المطلقة إلاّ الله، لأنه هو المنعم بجميع النِّعم، أما
المخلوق فإنه يُحمد على قدر صنيعه فقط، فالحمد المطلق لا ينبغي إلاَّ لله عز وجل.
وقوله: «ولا تَلُومَ أحدًا على ما لم يؤتك الله» أي: إنك إذا طلبت شيئًا من أحدٍ من الناس، ولم يتحقق، فاعلم أنَّ الله لم يقدِّره لك، فلا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد