وقال ابن مسعود رضي الله عنه: إنَّ من اليقين أن لا تُرضي أحدًا بسَخَط
الله، ولا تَحمَد أحدًا على ما آتاك الله، ولا تَلُوم أحدًا على ما لم يؤتك الله، وإنَّ
الله بعِلْمه وقِسْطه جعل الرَّوْح والفَرَح في اليقين، وجعل الهَمِّ والحَزْن في
الشك والسُّخْط، وإنَّ رزق الله لا يَجُرُّه حرْصُ حَريصٍ، ولا يَردُّه كَراهيةُ
كارِهٍ ([1]).
وقال عمر رضي الله عنه يوم الحديبية: فعَمِلْت لذلك أعمالاً ([2]).
****
«إنَّ من اليقين» اليقين ضد الشك، أي: إذا تعارض إرضاء الله سبحانه وإرضاء المخلوق، فالواجب على المسلم أن يقدم رضا الله حتى وإن سخط عليه الناس، فإنك إن فعلت رضي الله عنك وأرضى عباده عنك، وإن أسخطته سَخِطَ الله عليك وأسخطَ العباد عليك، وفي الحديث: «من التمس رضا الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس» ([3])، وهذا الحديث كتبت به عائشة إلى معاوية لما طلب منها النصيحة، عندما تولّى أمر المسلمين([4])، وهو منهج يسير عليه الحاكم، في مراقبة الله عز وجل ولا يراقب الناس، فيتبع ما يَرضى الله عنه سواءً رضي الناس أو سخطوا، وهذا المنهج هو الأصل الذي يسير عليه الوالي المسلم وغيره من عامّة الناس، فعلى المسلم يكون حريصًا على رضا الله عز وجل في أقواله وأفعاله، ولا يتملق الناس
([1]) أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (10514)، والبيهقي في «الشعب» رقم (208).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد