×
شرح كتاب الكبائر

والأرض، وخلق الليل والنهار، وكذلك هذا القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وعلى أنه كلام الله عز وجل، فهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله، وأن هذا الكلام الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم كلامه، لا يشكون في ذلك، وأنه دالٌّ عليه سبحانه، فهم يؤمنون بالغيب وإن لم يشاهدوه، والغيب: هو كلُّ ما لم نره، ولكنّا نؤمن به، اعتمادًا على ما أخبرنا به الله ورسوله، والشهادة: هو ما نشاهده ونراه بأعيننا.

ومن صفات المؤمنين أنهم ﴿وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ، قال تعالى في أول سور البقرة: ﴿الٓمٓ ١ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ أي: القرآن ﴿لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛلا شكَّ أنه من عند الله، فنؤمن بكل ما أخبر عنه من علوم الغيب، ونصدِّق بكل ما جاء فيه، فالذي يتشكك بصدق القرآن ليس بمؤمن، كالذي يقول: إن العلم الحديث يخالف القرآن، فهذا في قلبه شك وريب، فإذا حصل تعارض بين القرآن وبعض النظريات العلمية، فإننا نأخذ بما جاء في القرآن، لأن ما جاء به القرآن صدق وحق، وأما النظريات فهذه تحتمل الصحة والخطأ، وأما الحقائق فيستحيل أن تتعارض مع القرآن، فإذا تعارضت النظريات مع القرآن، فهذا دليل على أنها باطلة، فالقرآن يحكم عليها، ولا تحكم هي عليه، فالذي يُشكك ويقول: القرآن ظنِّي الدلالة، والعلم الحديث قطعي الدلالة، كما يقول أهل الضلال، فهذا هو الشك والريب، ونقول لهؤلاء: كذبتم، فالقرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أما النظريات البشرية فإنها عرضة للخطأ والصواب، فإذا تعارضت مع القرآن أخذنا بالقرآن،


الشرح