لهم في الدنيا: ﴿إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ﴾، أي: إنَّ وَعْدَ الله بالجنة والنار حق لا شك فيه فآمنوا به، ﴿وَٱلسَّاعَةُ لَا رَيۡبَ فِيهَا﴾ قالوا: ﴿مَّا نَدۡرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُسۡتَيۡقِنِينَ﴾ [الجَاثيَة: 32] أي من الممكن أنه حق، ومن الممكن أنه غير حق، فعاشوا على الشك، فصاروا من أهل النار والعياذ بالله فهذا فيه دليل على أنَّه يجب على المسلم أن يكون صادقًا في إيمانه، وأن يرفض الشكوك، وأن لا يسمع للمشككين في دين الله عز وجل فكيف يسمح الإنسان للمشككين ودعاة الضلال من المعتزلة وغيرهم الذين يقولون: إنَّ نصوص الوحي من الأمور السمعية التي تفيد الظنّ، وأما علم المنطق والجدل فهو القواعد اليقينيَّة، ولذلك فهم يحكِّمونها ويردُّون الآيات، ومثْلهم في ذلك أصحاب النظريات الحديثة الذين اغتروا بها، واعتقدوا بها القداسة، فهي لا تقبل عندهم الشك، ولكن القرآن في نظرهم يقبل الشك والتردد، وهؤلاء هم الذين ذكرهم الله عز وجل بقوله:ُ ﴿وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَٱلسَّاعَةُ لَا رَيۡبَ فِيهَا قُلۡتُم مَّا نَدۡرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُسۡتَيۡقِنِينَ ٣٢ وَبَدَا لَهُمۡ سَئَِّاتُ مَا عَمِلُواْ﴾[الجَاثيَة: 32-33] أي: يظهر لهم في الآخرة سيئات ما عملوا في الدنيا ﴿وَحَاقَ بِهِم﴾ أي: أهلكهم ما كانوا به يستهزؤون ﴿وَقِيلَ ٱلۡيَوۡمَ نَنسَىٰكُمۡ كَمَا نَسِيتُمۡ لِقَآءَ يَوۡمِكُمۡ هَٰذَا﴾ أي: نترككم في العذاب والنار، ﴿وَمَا لَهُم مِّن نَّٰصِرِينَ﴾ [آل عِمرَان: 22] ليخرجوهم ممّا هم فيه من العذاب، هذا هو مآلهم، والعياذ بالله. وهؤلاء هم الذين إذا سئلوا في قبورهم: (من ربك، وما دينك، ومن نبيك) يقولون: هاه. هاه، لا أدري، سمعت
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد