ثالثها في قوله صلى الله
عليه وسلم: «ونفسه مطمئنة» وهذا هو الشاهد هنا، أن تكون نفس المؤمن مطمئنة
بالإيمان، ومطمئنة لِقضاء الله وقدره، لا تتأثر إذا أصابها ما تكره، وإنما تصبر
وتحتسب رجاء الثواب، وإن أصابها خير شكرت وحمدت على النعماء، فهذا معنى الاطمئنان
الذي يكون في الرضا والتسليم لقضاء الله تعالى وقدره.
رابعها في قوله: «وخَليقته
مستقيمة»، أي: كان حَسَنَ الخُلُق، قال صلى الله عليه وسلم: «اتق الله
حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلُقٍ حسن»([1])، وقال تعالى: ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا﴾[البَقَرَة: 83]، أي: احرص على أنْ
تُحسِّن أخلاقك مع الناس.
خامسها في قوله:«أُذنُه
مُستَمِعَة» أي: للخير، فالأُذن مستمعة بطبيعة الحال، ولكن أذن المؤمن مستمعة
للمفيد من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن والعلم النافع، ولا تستمع إلى ما يضرُّها
ويُغضب الله، مثل الكذب والنميمة والسبّ والشتم وسماع اللهو والأغاني، فكما ينزّه
المسلم لسانه لا بُدَّ له من أن ينزّه سمعه.
سادسها في قوله: «وعَينَه ناظرة». أي: إلى دلائل صنع الله في الآفاق والأنفُس وناظرة إلى ما ينفعها، نظر اعتبار وتفكُّر وانتباه، لا نظر البهائم، التي لا تفقه شيئًا، وإنما نظر انتباه وتبصر، قال تعالى: ﴿لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٞ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٞ لَّا يَسۡمَعُونَ بِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ﴾ [الأعرَاف: 179]، ولكن عليك أن تستعمل بصرك بما
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1987)، وأحمد رقم (21354).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد