×
شرح كتاب الكبائر

فيه خيرك في الدنيا والآخرة، ولا تستعمل بصرك في النظر إلى ما حرَّم الله من الفتن، مثل النظر إلى النساء ومحارم الله عز وجل ومثل العين الأذن أيضًا، فقد شبَّه صلى الله عليه وسلم الأذن بالقِمْعِ: وهو «الـمِحْقَن» الذي يوضع في فم الوعاء أو القِربة، ثم يُصبُّ فيه الماء، فالأُذن مثل المحقن الذي يصب فيه الماء، فهي تصب في القلب ما تسمعه حسنًا كان أم سيئًا، كالماء الذي يُحقَن في السقاء ويُصَب فيه، وأما العين فهي معبرة لما يوعي القلب، فعينك ينبغي عليك أن تنظر فيها إلى ما يُفيد قلبك نظر اعتبار وتفكُّر، قال تعالى: ﴿أَفَلَمۡ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوۡقَهُمۡ كَيۡفَ بَنَيۡنَٰهَا وَزَيَّنَّٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ[ق: 6]، وقال: ﴿قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ[يُونس: 101]، فالأصل في الإنسان أن ينظر نظر اعتبار وتفكُّر، ولكن الناس في هذه الأيام يكثرون من السياحة، ولكن أيُّ سياحةٍ؟ هل هي سياحةُ معاصٍ أم سياحة إيمان؟ المطلوب سياحة الإيمان التي فيها نظر وتأمل وتدبر وتعقل في ملكوت الله عز وجل، قال تعالى: ﴿أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ[الحَجّ: 46]، ﴿فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ[آل عِمرَان: 137]، فالذي يسيح في الأرض من أجل الاعتبار والتوبة والرجوع إلى الله تعالى، فهو الناجي، أما الذي يسيح في الأرض لإشباع رغباته وشهواته وأهوائه، والاستمتاع بالمحرمات، ولا يتعظ ولا يرتدع، فهذه سياحة محرمة، وإن كانت سياحته لأجل الاستمتاع المباح والنزهة النزيهة، فهي سياحة مباحة.


الشرح