كثير عمل، فما الذي
بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو إلا ما رأيتَ. قال: فلما
ولَّيت دعاني، فقال: ما هو غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غِشًّا، ولا
أَحسُد أحدًا على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي
لا نُطيق([1]). فهذا الذي أوصله
إلى هذه المكانة الرفيعة، سلامة قلبه، فهو لم يكن من أكثر الصحابة أعمالاً، ولكنه
كان سليم القلب، لا يحقد على أحدٍ من المسلمين، ولا يحسد أحدًا على نعمةٍ أنعمها
الله عليه.
ثاني الصفات تتمثل في قوله: «ولسانه
صادقًا»، فهذه الصفة هي أبرز ما يميز المسلم عن غيره، فهو لا يتكلم إلاّ
صادقًا، ويتجنب الكذب والغيبة والنميمة، والكلام الذي لا فائدة منه، فالصدق هو
شعار المسلم.
وهذا فيه الحث على الصدق في القول والعمل، وأنَّ الصادق يكون في زمرة المفلحين، وأنَّ نجاة المسلم تكون بحفظ لسانه، فهذا العضو الصغير شأنه خطير، ولهذا قيل: المرء بأصغريه: قلبه ولسانه، قال تعالى: ﴿مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ﴾ [ق: 18]، وقال صلى الله عليه وسلم: «وهل يكُبّ الناسَ على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلاَّ حصائدُ ألسنتهم»([2])، فالكلام خطير لا سيما إذا كان كذبًا أو خداعًا وغشًّا للآخرين.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (12697).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد