الإيمان جعل الله قلبه سليمًا كما قال حكايةً عن
إبراهيم عليه السلام: ﴿يَوۡمَ
لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ﴾[الشُّعَرَاء: 88-89]، والمقصود: أنه سليم
من الأمراض المعنويَّة، فقد يكون القلب سليمًا من الأمراض العضوية، لكنه مريض
بأمراضٍ معنوية، وهي أشدُّ من المرض العضوي، والقلب السليم خالٍ من الغش والحقد،
وفي الحديث الذي يرويه أنس أنه قال: كنا جلوسًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
«يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من
وضوئه قد تعلَّق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم
مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى
الله عليه وسلم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام
النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إنِّي لاحَيْتُ
أبي، فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي، فعلت،
قال: نعم، قال أنس: وكان عبد الله يُحدِّث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث، فلم
يره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه إذا تعارّ وتقلَّب على فراشه ذكر الله عز وجل وكبّر،
حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلاّ خيرًا، فلما مضت
الثلاث ليال، وكدت أن أَحقِر عمله، قلت: يا عبد الله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضب
ولا هَجْرٌ، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مِرارٍ: «يطلع
عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلعت أنت الثلاث مرارٍ، فأردتُ أن آوي إليك لأنظرَ
ما عملك، فأقتدي به، فلم أرك تعمل
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد