وعن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعًا: «قد أفلحَ مَنْ أخلَصَ الله قَلْبَه
للإيمان، وجعلَ قلبه سَليمًا، ولِسانَه صادقًا، ونَفْسَه مُطمَئِنّة، وخَليقتَه
مُستقيمةً، وجعل أُذُنَه مُستَمِعةً، وعينَه ناظِرةً، فأمَّا الأُذُنُ فقِمْعٌ،
وأمَّا العينُ فمُعبِّرة لِما يُوعي القلبُ، وقد أَفلَحَ مَنْ جَعلَ اللهُ قَلبَه
واعيًا». رواه أحمد ([1]).
****
تخاصم رجلان وصارا
يتجادلان، والنبي صلى الله عليه وسلم يراهما، وكان يسب أحدهما الآخر، فغضب الآخر
واحمرَّ وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلمُ
كلمةً لو قالها لذهبَ عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشَّيطان الرجيم» ([2])، وهذا مصداق لقوله
تعالى: ﴿وَإِمَّا
يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ﴾ [الأعرَاف: 200] وفي الآية الأخرى: ﴿إِنَّهُۥ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[الأعرَاف: 200].
هذا الحديث يشتمل
على صفات تدلُّ على سعادة مَن اتَّصف بها.
أولها: يتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم: «أفلح من أخلص قلبه لله» والفلاح ضد الخسارة، وهذه الصفة المذكورة لا تكون إلاّ فيمَن كان قلبه مخلصًا بالإيمان ليس فيه نفاق، لأنَّ الإنسان ربما اجتمعت به صفتا الإيمان والنفاق، أو يكون مؤمنًا خالصًا، أو منافقًا خالصًا، فالمؤمن الخالص هو أفضل هذه الأنواع، ثم بعده المؤمن الذي فيه إيمان ونفاق، أما أشقى الأنواع فهو المنافق الخالص والعياذ بالله. وهذا المؤمن الخالص
([1]) أخرجه: أحمد رقم (21310)، والبييهقي في «الشعب» رقم (107).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد